قواعد الأسماء والصفات

(أ) قَوَاعِدُ الأَسْمَاءِ
 

مُقَــــــدِّمَــــةٌ

الحَمْدُ للهِ الْعَلــــــــــــيِّ الَحـيِّ

 
ثُــمَّ صَــــلاتُـــهُ عَلَــى النَّبـِـــــــيِّ

وَبَعْــدُ ذِي قَــــوَاعِدُ الأَسْــمَاءِ

 
نَظَمْتُهَا فِي ذَائهِ([1]) الإِنْشَـاءِ

                     القَاعِدَةُ الأُولَى
أَسْمَاؤُهُ حُسْنَى لأَنْ تَضَمَّنَــتْ

 
صِفَــــاتِهِ الَّتِــي عَلَــــتْ وَكَمُلَـــــتْ

لا نَقْــصَ فِيهَا يَخْرِمُ الْكَمَـالا

 
للهِ تَقْــــدِيـــــــــــرًا أَوِ احْتِمَــــــــالا

الْقَاعِدَةُ الثَّانِيَةُ
وَهِيَ أَعْـلامٌ عَلَى اعْتِبَــارِ أَنْ

 
دَلَّتْ عَلى الذَّاتِ وَأَوْصَــافٌ تَعِــــنْ

لــَهُ عَلـَى اعْتِبَـــــارِ مَـــا تَـدُلُّ

 
عَلَيْــهِ مِـــنْ مَعْنًـــى لَهـــــا يجــــلُّ
 
وَبِاعْتِبَارِ الأُلِّ([2]) قَدْ تَرادَفتْ

 
وَبِاعْتِبَـــارِ الثَّـــانِي قَــدْ تَخــــالَفَتْ

الْقَاعِدَةُ الثَّالِثَةُ
وَاسْمٌ عَلَى وَصْفٍ تَعَــدَّى دَلا

 
مُشْتَمِــــلٌ عَلـــــَى أُمـــــورٍ تُجْلــَى

ثُبــــــوتُهُ مَــــعَ ثُبُوتِ الصِّفَةِ

 
مَــعَ ثُبُوتِ حُكْمِــــهَا فِي الشِّـــرْعَةِ

وَإِنْ عَلَى وَصْفٍ لُزُومِيٍّ يَدُلْ

 
فَهُـوَ عَلَى غَيْرِ الأَخِيـــرِ مُشْتَمِـــــلْ

القَاعِدَة ُالرَّابِعَةُ
دِلالَةُ الأَسْمَـا عَلَى ذَاتِ الْغَنِي

 
أَوْ صِـفَــــةٍ تَكُــــــونُ بِالتَّضَــــمُّــنِ
 
وَبِالتَّطَـــــابُقِ وَالالْتـــــــــــِزَامِ

 
وَاضِــحَةً فِي سَــــــائِرِ الأَسَــــامِي
 
الْقَاعِدَة ُالخَامِسَةُ
أَسْمَــــاؤُهُ مَوْقُـــوفَةٌ لِلنّـــــَقْلِ

 
فَــــلا مَجَــــالَ كَائِـــــنٌ لِلْعَقْــــــــــلِ
 
الْقَاعِدَةُ السَّادِسَةُ
أَسْمَـــــاؤُهُ سُبْحَـــانَهُ لـمْ تَكُنِ

 
مَحْصُـــــــــورَةً بِعَــــــدَدٍ مُعَيَّـــــــنِ

الْقَاعِدَةُ السَّابِعَةُ
وَالمَيْلُ عَمَّا يَجِبُ فِي الْأَسْمَـا

 
إِلحَـــادٌ وَهْــــوَ لِلْحَــــــرَامِ يُنمَــــى

وهُـــــــوَ أَنْــــوَاعٌ قَدِ ابْتَدَعَهـا

 
طَــوَائِفُ الـــزَّيْغِ وَمَــــنْ يتبِعـــــهَا

الْقَاعِدَةُ الثَّامِنَةُ
الاسْمَا إِذًا مِنْ صِفَةٍ وَاحِـــــدَةِ

 
تُشْتَـــــقُّ كَالْعُلُـــــــوِّ أَوْ كَالْقُــدْرَةِ

فَلَا تُعَدُّ كُلُّــــــهَا اسْمًا وَاحِـــــدَا
 
بَلْ كُـــــــلُّ صِيغَـــــةِ سُمًــــا مُتَّحِدَا
 
الْقَاعِدَةُ التَّاسِعَةُ
 
مُقْتَرِنُ الْأَسْمَـــــاءِ مَا لَيْسَ يَصِحْ

 
إِطَْلاقُهُ دُونَ الْقَـــرِينِ المتِّضِــــــحْ

الْقَاعِدَةُ الْعَاشِرَةُ
يَجُوزُ الاخْبَارُ عَـــــــنِ اللهِ بِكُـــــــلْ

 
مَا لا انْتِقَـــــاصَ فِيهِ كَالْقَـــدِيمِ جَلْ

الْقَاعِدَةُ الحَادَيَةَ عَشْرَةَ
أَسْمَـــــــــاؤُهُ قَدِيمَــــــــــةٌ كَذَاتِــــــهِ

 
سُبْــــــــحَانَهُ لا بَعْضُ مَخْلُــــوقَاتِهِ

الْقَاعِدَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ
وَبَعْضُـــــــهَا دَلَّ عَلــــَى أَكْـــــثَرِ مِنْ

 
وَصْـــــفٍ مِثَـــــالُهُ الحَكِيمُ فَافْهَمَنْ

الْقَاعِدَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ
أَسْمَــــــــاؤُه مُخْتَصَّــــــةٌ بِــــــهِ وَلا

 
يَعْنِـــــي اتِّفَــــاقٌ في السُّـمَا تَمَاثُلا

مُسَمَّــــــيَاتِ تِـلْـــــــــكُمُ الأَسْــــــمَاءِ

 
وَذَاكَ أَيْضًــــــــا فِي الصِّفـاَتِ جَاءٍ

(ب) قَوَاعِدُ الصِّفَاتِ
وَهَذِهِ قَوَاعِـــــــــــــدُ الصِّفَـــــــــاتِ

 
نَظَمْتُـــــــــهَا فِـــي هَذِهِ الأَبْيَــــــاتِ

الْقَاعِدَةُ الأُولَى
صِــــــــفَاتُهُ فِي غَـــــــــايَةِ الْكَمـــاَلِ

 
لا نَقْــــــــصَ فِيهَـــــــا أَبَدًا بِحَــــالِ

الْقَاعِدَةُ الثَّانِيَةُ
بَــــــابُ صِفَاتِـــــهِ تَعَــــالَى أَوْسَــــعُ

 
مِنَ بَـــــــابِ الاسْــمَاءِ فَلا تَبْتَدِعُوا

الْقَاعِدَةُ الثَّالِثَةُ
 
وَهْيَ ثُبُوتِيِّـــــــــــــةٌ اوْ سَلْبِـــــــيَّــهْ

 
أَمَّــــــا ثُبُــوتُيَّــــتُــــهَا الْعِلِّـــــــــيَّهْ

فَهِيَ صِفَـــــــــاتٌ لِلْكَمَــــــــــــالِ كُلا

 
لاَ نَقْــــــــصَ فِيـــــــهَا فَتَعَـالَى جَلاّ

أَمَّـــــا الَّــــتِي لِلسَّلْبِ مِنْـــــهَا تُسْــــنَدُ

 
فَهْيَ صِــــــفَاتٌ قَدْ نَفَـــاهَا الصَّــمَدُ
 
الْقَاعِدَةُ الرَّابِعَةُ
أَمَّـــا صِفَــــــاتُهُ الثُّــــــبُوتِيَّةُ جَــــلّْ

 
فَهِيَ عَلَى الْكَــــمَالِ وَالمَــــدْحِ تَـدُلّْ
 
فَكُلَّـــــمَــا تَنَوَّعَــــــــتْ أَوْ كَــــــثُرَتْ

 
دَلالَـــــةٌ لَهـــــــا وَمَهْــــمَا اتَّسَــعَتْ
 
يَظْهَرُ مِنْ كَمَالِ مَنْ بِهَــــا وُصِـــــفْ

 
مَا هُــــــوَ أَكْــــثَرُ مِــنَ الَّذِي عُرِفْ
 
الْقَاعِدَةُ الخَامِسَةُ
وَهِـــــيَ ذاتِيَّــــــــــةٌ أوْ فِعْلِيَّــــــــهْ

 
أَمَّـــــا صِفَــــــاتُ رَبِّـــــنَا الذَّاتِيَّـــهْ

فَلَـــــمْ يَــــزَلْ لَهُ بِهَـــا اتِّصَــــــافُ

 
وَالخَــــــــبَريَّةُ لهَـــــا تَنْـضَـــــــافُ
 
أَمَّا الَّـــــتِي بِالْفِــــــعْلِ مِنْــهَا تَلحَقُ

 
فَبِالمَـشِـــــــيـــئَةِ لَهـــــــــا تَعلُّــــقُ
 
الْقَاعِدَةُ السَّادِسَةُ
 
يَلْــــــزَمُ في إِثْبَــــــــاتِنَا كُــــلَّ صِفَهْ

 
أَنْ نَتَـطَـــــهَّرَ طُهُـــــــورَ المَــعْرِفَهْ

عَنْ حَوْمَـــــةِ التَّكْيِيــــــفِ وَالتَّمْــثِيلِ

 
كَمَا تخَلَّــــــيْنَا عَـــــــنِ التَّعْــــــطِيلِ

الْقَاعِدَةُ السَّابِعَةُ
صِفَــــــــاتُهُ مَوْقُــــــوفَةٌ لِلنَّقْـــــــــــلِ

 
فَـــــــــلا مَجَـــــــالَ كَائِــــــنٌ لِلْعَقْـلِ

(ج) قَوَاعِدُ أَدِلَّةِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ
وَذِي الْقَـــــــوَاعِدُ فِـــي الاِسْتِــــــدْلالِ

 
 عَلَــــى أَسَـــــامِي وَصِفَاتِ الْوَالِي

الْقَاعِدَةُ الأُولَى
 
طَرِيقَـــــةُ اسْتِـــــدْلالِ سَــــائِرِ السَّـلَفْ

 
عَلَيْهِـــــمَا الْــوَحْيُ فَقَـطْ فَــلا تَحِفْ

الْقَاعِدَةُ الثَّانِيَةُ
 
تُجْرَى نُصُوصُ الْـــوَحْيِ بِالظَّـــوَاهِرِ

 
إِلاّ لِصَــــــارِفٍ سَـــــــدِيدٍ ظَـــــاهِرِ

بِــدُونِ تَحْـــــــــرِيفٍ وَلاَ إِلْحـــــــــادِ

 
أَحْـرَى نُصُوصٍ فِي صِفَاتِ الهَادِي

الْقَاعِدَةُ الثَّالِثَةُ
ظَــــوَاهِرُ النُّصُــــوصِ فِي الصِّفَــاتِ

 
هِـــيَ لَنَـــــا مَعْلُـــــــومَةٌ المَــــعْنَاةِ

مَجْهُــــــــولَةٌ كَيْــــــــفًا وَجَـــــاءَ ذَلِكْ

 
عَنْ جِلَّــــــــةٍ أَئِمَّــــــــةٍ كَمَـــــــالِكْ

الْقَاعِدَةُ الرَّابِعَةُ
 
ظَـــــاهِرُ نَـــصٍّ هُـــــوَ مَــــــا يَبْتَـــــدِرُ

 
لِلـــذِّهْنِ مِنْــــهُ مِنْ مَعَــــــانٍ تُذْكَـرُ
 
مُخْتَـــــــلِفٌ بِحَسَــــــــــبِ السِّــــــيَاقِ

 
وَحَسَـــــــبِ الْكَــــــلامِ فِي المسَـاقِ

خَاتِمَةٌ
 
أُوصِيـــــــكُمُ بِحِفْــــــــظِ ذِي الأَسْـــمَاءِ

 
وَبِالدُّعَـــــــــا بِهَـــــــا وَالالْتِجَـــــاءِ

فَإِنَّهُ فِيــــــــهَا اسْمُــــــــهُ الْعَظِـــــــــيمُ

 
وفَضْـــــــــــــلُهُ لِكُــــــــلِّنَا مَعْلُــــومُ

وَأَنْ تُحِيـــــــــــطُوا هَــــــــذِهِ الْقَــوَاعِدْ

 
حِفْـــــــــظًا وَفَهْـــــــــمًا فَبِـهَا فَوَائِدْ

سَتَجِـــــــــدُونَهَا تُسَــــــاعِدُ الخَـــــــلَفْ

 
أَنْ يَفْهَمُـــوا الْوَحْيَ كَفَهْمِهِ السَّلَفْ

 


([1]) لغة في اسم الإشارة كما في شرح الأشموني المطبوع مع حاشية الصبان (1/138).
([2]) الأل بضم الهمزة وتشديد اللام بمعنى الأول كما في القاموس مادة أ ل ل، ص1243 ط الرسالة.

 

عداد الزوار